Wednesday, February 25, 2009

أصداء خرساء









حازم احمد


ملحمـة الحـُب الاكـدي

عنـوان اوغـل بمـدى الفجـر الابـدي

بمذكـرات فتـاة اكـديـة

بخـزائـن بـابــــــل وضعــتـْهُ

خــرائـد خفـراتٌ آشوريــّة

نـُقشت كـل حـروف القصـّة

بـأحبـار من شهـدٍ ملكـي

على اوراق ورود أوريـــّــة


هــل عشـق القلـب ظـلالاً يـا أوصـابـي ..!

أغمغــم أحـلى قصــة حــُب

هــل تمتــم ,, أتــرنــّــم

فتفيــح الارض غرامــــــاً

ورقــاءٌ تـرقــص يــا أملـي

يخضــلُّ اللــيل حنـــانــاً

ذرينــي أسكــر بشــذى الكــأسِ

بـأفيـاء مــروج الــروض وبــالأُنــسِ

جـُذيــلات وزنــابـق وأقــاحـي

ينــثال الــزهــر على الــزهــرِ

ثــواء رمـنـا في المــرفأ نمضــي

فتنــاءى الـحـلم وضــاع

بـالـردى يـا وجعــي ..


فَيـدقُ الــناقــوس ..!

بضيــاع التــأريخ ,, فينعقــد الـمأتـم

إذ نَــحرَ النسيــان القصــّة

وأدمى كــفّ الشــوك أفــانيــن الحـــب

وحــرام حتى ان تحــلم تـلك الانثــى

إلا في الظــل

يــا ظــل الطيــف

كيـف يكـون الظل اذا كـان الطيـف خــرافيــّا

يجــرحنـي ندائكِ - يـا سيــِّد عــمري -

كفــاكِ تصبّي الـدمـع بأقلامــي

نـزيـفاً أبـديــّا


وأرى غمــام القهــر المكتــظّ بعينيكِ

يعتصــر الــدمع لأليء بيــن الاهــداب

يتســاقط مــأساة فــوق ســماء جــراحــاتي

مـا أقهــر ان تــزرع نــارك بكئيــب مســاحـاتي

فيـرتســم العصــر العـدمي بخـارطتـي

وصليــــبٌ يجتــــرّ الحــدبـــــاء

بســلاســل من أصـــداء خـــرســـــاء

يحفــر أسمــي أول عــابــــر

في تيهــاء العصــر العدميـــّا

منسـوج من آهــات العــذراء شــراعـي

أوجــاع مسيــح الــزهـد بــســاريتــي

وقصــّة عمــري ذابــت بنــدى كفيــّا

وبــراعـم جذلـى لقصــائد حــُب

تـذبـل تتلاشــى في الكــفّ نـديــّا

يـا ضـوءاً في ليــلة عشــقٍ قمـريــّة

يـا قمـراً يتفصــّد يـاقـوتاً بعنــاقيــدٍ فيروزيــّة

مــا أفجعنــي بســماع نشيــج الحـــوريــّة





انشودة روحي والمطر







بدر شاكر السياب



عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر

أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر

عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم

وترقصُ الأضواءُ.. كالأقمارِ في نهر

يرجُّهُ المجذافُ وَهْناً ساعةَ السحر...

كأنّما تنبُضُ في غوريهما النجوم


وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف

كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء

دفءُ الشتاءِ فيه وارتعاشةُ الخريف

والموتُ والميلادُ والظلامُ والضياء

فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء

ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء

كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر

كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم..

وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر...

وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم

ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر

أنشودةُ المطر

مطر

مطر

مطر

تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال

تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:

كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام

بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام

فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال

قالوا له: "بعد غدٍ تعود" -

لا بدّ أنْ تعود

وإنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك

في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،

تسفُّ من ترابها وتشربُ المطر

كأنّ صياداً حزيناً يجمعُ الشباك

ويلعنُ المياهَ والقدر

وينثرُ الغناء حيث يأفلُ القمر

مطر، مطر، المطر

أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر؟

وكيف تنشجُ المزاريبُ إذا انهمر؟

وكيف يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع؟

بلا انتهاء_ كالدمِ المُراق، كالجياع كالحبّ كالأطفالِ كالموتى –

هو المطر

ومقلتاك بي تطيفان مع المطر

وعبرَ أمواجِ الخليجِ تمسحُ البروق

سواحلَ العراقِ

بالنجومِ والمحار،

كأنها تهمُّ بالشروق

فيسحبُ الليلُ عليها من دمٍ دثار


أصيحُ بالخيلج: "يا خليج

يا واهبَ اللؤلؤ والمحارِ والردى"

فيرجع الصدى كأنّهُ النشيج:

"يا خليج: يا واهب المحار والردى"


أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود

ويخزنُ البروقَ في السهولِ والجبال

حتى إذا ما فضّ عنها ختمَها الرجال

لم تترك الرياحُ من ثمود

في الوادِ من أثر

أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر

وأسمعُ القرى تئنّ، والمهاجرين

يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع

عواصفَ الخليجِ والرعود، منشدين

مطر.. مطر .. مطر

وفي العراقِ جوعٌ

وينثرُ الغلال فيه موسم الحصاد

لتشبعَ الغربانُ والجراد

وتطحن الشوان والحجر

رحىً تدورُ في الحقولِ… حولها بشر
مطر

مطر

مطر
وكم ذرفنا ليلةَ الرحيل من دموع

ثم اعتللنا - خوفَ أن نُلامَ - بالمطر

مطر

مطر
ومنذ أن كنّا صغاراً، كانت السماء

تغيمُ في الشتاء

ويهطلُ المطر

وكلّ عامٍ - حين يعشبُ الثرى- نجوع

ما مرَّ عامٌ والعراقُ ليسَ فيه جوع

مطر

مطر

مطر

في كلّ قطرةٍ من المطر

حمراءُ أو صفراءُ من أجنّة الزهر

وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة

وكلّ قطرةٍ تُراقُ من دمِ العبيد

فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد

أو حلمةٌ تورّدتْ على فمِ الوليد

في عالمِ الغدِ الفتيّ واهبِ الحياة

مطر

مطر

مطر

سيعشبُ العراقُ بالمطر


أصيحُ بالخليج: "يا خليج..


يا واهبَ اللؤلؤ والمحار والردى

فيرجع الصدى كأنه النشيج:

"يا خليج: يا واهب المحار والردى"

وينثرُ الخليجُ من هباته الكثار

على الرمال، رغوةَ الأجاج، والمحار

وما تبقى من عظام بائس غريق

من المهاجرين ظل يشرب الردى

من لجة الخليج والقرار

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق

من زهرة يرُبّها الفرات بالندى


وأسمعُ الصدى

يرنّ في الخليج:

مطر

مطر

مطر


في كل قطرةٍ من المطر

حمراءُ أو صفراءُ من أجنةِ الزهر

وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة

وكل قطرةٍ تُراق من دمِ العبيد

فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد

أو حلمةٌ تورّدت على فمِ الوليد

في عالمِ الغدِ الفتي، واهبِ الحياة


ويهطلُ المطرُ

افطروا يا ناس قد جاء الهلال

مُذ تلاقينا بوقتِ الغسقِ سحرت قلبي بحسنِ وجمالْ


مالها في الكونِ كلا من نظير


جلَّ من صوَّرها نعمَ القديـــرْ


فلها وجهٌ جميلٌ مستنيـــــرْ


قُلْ أعُذْ صحتُ بربِّ الفلقِ أفطروا ياناسُ قد لاحَ الهلالْ


أفطروا ياناسُ قد راحَ الضما


ولقد هلا هلالينِ هُمـــــــا


وجهُ خلِّي وهلالٌ في السما


ولذا أصبحَ وجهي مُشرقِ راحَ دهرُ الصدِّ قد جاء الوصالْ


مرحباً يازهرَ عمري ومُنايا


أنت للقلبِ نشيداً وحكايا


أنت للنفسِ جذوراً ومرايا


أنت في سلَّمِ روحي ترتقي وبفكري أنت أحلى من خيالْ


أنتِ في صحراءِ أيَّاميَ واحه


غبطةٌ أنت وأفراحٌ وراحــــه


مُذ رآكِ القلب لم تبق جراحه


إذ طواها مثلَ طيِّ الورقِ وغدا يُنشِدُ في الشعرِ ارتجالْ


لكِ عهداً منه لن يهوى سواكِ


ياترانيمَ حياتي ومـــــــــــلاكِ


إنَّ عيدي اليومَ عيداً بلقــــاكِ


هاكِ عهداً لن يزلْ في عُنقي يبقى طول الدهر صبحاً وليالْ


فصليني كي أغني وأقــولْ


ياربيعَ العمرِ يا ابهى الفصولْ


ياغياثاً تهوى مرآهُ الحقـــولْ


لكِ ماكانَ خُذي ماقد بقي من حياةٍ ملككِ دونَ جـــــــدالْ


قد ترعتُ الحبَّ كأساً في الغسقْ


يومَ ما أصرتُ هاتيكَ الحــــــــدقْ


وشفاهاً هيَ مــــــــــن وردٍ أرقْ


أسكرتني ليتني لم أفقِ ليتني دمتُ على ذاكَ الثمالْ


ولذا غنَّا فؤادي ذا الغنـــــــــــاءْ


في قوافٍ (لامُ )( ميمٌ) ثمَّ ( حاء)


مطلعٌ قيلَ وذا القولُ انتهــــــاءْ


قُلْ أعُذ صحتُ بربِّ الفلقِ أفطروا ياناس قد لاحَ الهلالْ

قاسم العابدي

شاعر النضال والحب






ناظم حكمت

اشتاق اليك ...كانني منذ مئة عام لم ارى وجهك

اشتاق اليك كانني منذ مئةعام لم ارى وجهي في مراة عينيك

اشتاق اليك

ومئه عام من الزمن تفصلني عنك

مئه عام من المكان تبعدني عنك

مئة عام مرت وانا ابحث عنك واشتاق اليك

سنه بعد سنه ......يوما بعد يوم

لحظه بعد لحظه

مئة عام مرت وانا ابحث عنك واشتاق اليك

امطار وعواصف خلف هذا السجن الكبير

ثم بعد هذه الايام الماطره من ايام الشتاء

هاهو يوم مشمس....

والجدران بارده وشجرة التوت بارده

وبارد هو وجهي يا حبيبتي

لقد تاملت في هذا العالم وفي بلادي وفكرت

لكن الزهور بارده,والشمس بارده والغيوم بارده
...

فكرت بك يا حبيبتي

في يوم مشمس من ايام الشتاء فكرت بك يا حيبيبتي

فكرت بك وانت بعيده ونائيه

بعيده ونائيه...

اتعرفين؟؟؟؟

لقد قرات الاف القصائد التي تصف اوراق الاشجارالتي تموت في الخريف

والاف المرات سمعتهها تتكسر تحت قدمي

لكن رؤيتها اليوم

تكسر قلبي وتعصره عصرا

لانني افكر بك ولانك بعيده ونائيه


حبيبتي في يوم من ايام الشتاء

بعيدا عن اشجار التفاح

وبيعدا عنك

مامن شجرة سوف تثمر

سوف ينبت الثلج على هذا السجن

سوف ينبت الثلج وانت بعيده ونائيه

والثلج ينبت وانت بعيده ونائيه



يوم التيه






علي المحمدي

الليل حطّ على المدينة كاللثام

وأنا عيوني المشرعات على الدوام

والناس . كل الناس من حولي نيام

أترى سنكملها القضيه.

أو نتوه ؟

ياليت ذاك التيه ياخلي يدوم

هل انت خلي ؟

هل انت خلي ام تراني استبيح

ماليس من حقي وحقك والصحيح

ان التلاقي في البعاد حمامة

يوما سيذبحها التنائي المستريح


ليكون يوم التيه في خلدي كعام

أأنا ملام !


ياويح كل مرابض الاحلام في عيني

فكم تبدو بعيده

وانا كبوح حمامتي الغراء في متن القصيده

حروف شرود

سيظل يربكني اشتياقي واحتراقي والجمود

لأصير أغنية وامنية جديده




و

أكاد أجزمُ أن الروح تبغيها

ويستريح لطيب الهمس ضاميها



وتستفيقُ بملء الوجد أمنية

ويستنير بها فكرا يحاكيها



وينتشي من سناها ضامري عبقا

قارورة الطيب ضوعا في حواشيها



في ليلة التيه رأس العام أطربني

بوحٌ تغلغل في اعماقنا تيها



أظل أهمس محبورا ويكتبني

شوقي واعلم ان النأي نائيها



هل انت أغنية ام انت احجية

فكت رموز الحشا مذ ابصرت فيها



ياواحة تحتوي الاسماء اجمعها

اياك ناديت . سميني وسميها



كي يكتبون بحبر الحب قصتنا

او ينظمون الهوى من عين راويها



حمامتي انت مذ ازجيت لي قبسا

حمامة البوح تعطيني واشكيها


ياجارة هل لذاك الجار من سكن

أو تقربين فعيني الان أهديها



ان القلوب كما الارواح سيدتي

تيهي فكم تيهت سفنا موانيها




ان ترغبين فهذا البحر اعبره

او تمنعين فظلي في شواطيها



ياجارة الروح ياعينا تداريها

ما ذلك النظم الا بعض ذا التيها


رد مع اقتباس

Tuesday, February 24, 2009

أحييك يا ألفة الشجر






ماجد الشرع

تصاعدُ المساءاتُ …

يدي تفلتُ من لَغْطهم

لتحلمَ وراء تماثيل الدهشاتِ

ووحدها الطُّرقاتُ

توقظُ أُمنيةً

تجيء …

أو لا تجيء

غامضةً

مثلَ

فَجْرِ الولادةِ



يا صديقةَ موسيقى الضَّوء

يا صديقةَ فضاءآت الحُلم

يا صديقةَ مرايا المطر

يا صديقةَ سماوات الفرح

يا صديقةَ كرنفالاتِ العُمق

يا صديقةَ وشاحِ البراري

يا صديقةَ طفولةِ الكواكبِ

يا صديقةَ شهقةِ البحر

يا صديقةَ ابتهالات النّدى

إنّي أُحيِّيكِ ..

أُحيّي القداسةَ¡ ويدَها الخضراء

أٌحيّي العذوبةَ

في موناليزا أبجدَّيةِ التكوينِ

أُحيِّيكِ يا أُلفةَ الشَّجرِ

بعدَ

أنْ

طَواني ليلُ الوَحْشَةِ

في أرخبيلاتِ الهجرةِ والتحوُّلات …


نافذةٌ

هطلتْ

من

عيوني …

حيثُ أقفُ الآنَ على كتفِ وجعي الصَّديقِ الأخضرِ

المجنونِ الجوَّالِ النبيِّ الفضيِّ

المطرودِ من مدرسةِ الببغاوات …

أرنو إلى سمائي الغريبة

أُحيِّي نجمةً ثقبتْ رياحي …


أَفَضْتِ الشُّموسَ الخبيئةَ في القلبِ

وهذَّبتِ عُزْلةَ طائرِ الأُفقِ

وهاهي ذي أوركسترا روحكِ

تنهضُ: مدينةً صديقةً

وسلاماً عشبياً

وأجنحةَ ضوء ...



أحلامُ العالم الكبيرة

الأحلام التي تشغلُ بالَ قارَّةٍ

من قارَّاتِ الفَجْرِ

أنفاسُكِ الخُضر

تَصونُها

من

الحماقات !!



أعلمُ أنّ سوار الزَّمان مرُّ الجناح

أعلمُ أنَّني الآن مُحتشِدٌ بخرابي

بهمهمةٍ سوف يصّعدُها غرابي

ولكن ستحضُنكِ حديقةُ ظلّي ...

وتدفُئكِ

شمسُ نشيدي …



Friday, February 20, 2009

قصيدة اليد المستحيلة










غابرييل غارسيا لوركا

أنا لا أتمنى غير يد،

يد جريحة ، لو أمكن ذلك.

أنا لا أريد غير يد،

حتى لو قضيت ألف ليلة بلا مضجع.

ستكون زنبقاً شاحباً من كلس،

ستكون حمامة مربوطة بقلبي،

ستكون حارساً في ليل احتضاري،

يمنع بتاتاً القمر من الدخول.

أنا لا أتمنى شيئاً غير هذه اليد

للزيوت اليومية، وشرشف احتضاري الأبيض .

أنا لا أريد غير هذه اليد،

لتسند جناحاً من موتي.

كل ما تبقى يمر

تورد بلا اسم، كوكب أبدي دائم.

كل الباقي شيء آخر مختلف: رياح حزينة.

بينما تفر الأوراق أسراباً.


Wednesday, February 18, 2009

قدر ....انني اقتفيك












نوفل ابو رغيف


حاملاً مقلتيك

وطعم يديك
وصمت نبي
وما بين صمتي وبيني
بلاد خرافية تختبي
بلاد من العاشقين القدامى
ومن خائفين... يتامى
ومن سرب دمعٍ سبي
وشبر من الفجر
بين المساء وبين الجنون
وقافلة
كلها تائهون
فأفتح تلك الدروب
وذاك الرحيل
وهذا....
وكلي لماذا
لماذا؟ يخبيء شمسي هذا الشتاء
لماذا تمرين خاويةً يا سماء؟
وأدخل...
أحرث جرحي
وازرع حزن الشوارع فيه
ورائحة الفقراء
واغسل أسئلتي فوقه
تحت دمع الدعاء
فينبت وجه
ملامحه الرب... والموت... والأبرياء
وأنفاسه ذكريات عظام
أقبله عبر حزن الغمام
وأساله كيف يمشي؟ وكيف ينام؟
أصيح به
يا أبي
كيف بي
وكل الذين أبوح لهم
يرحلون
ومن حولي الأرذلون
ذئاب موزعة حول بيتي
وأهلي ملائكة نائمون
بعت ليلي من أجلهم
وبعت سمائي...
وقمحي.. ومائي
ونصف يقيني
ونصف الظنون
ولم يبق إلا عيوني
فكيف أبيع عيوني
وأنت العيون
وكل الذين نبوح لهم..يرحلون

Tuesday, February 17, 2009

وجع العصافير







ماجد الشرع

يا عراقُ ...!

وضأتُ نهرَ روحي بنار جرحكَ ...!

حينَ فرتِ الغصونُ العجافُ إلى لاجهاتٍ ...

قلتُ : أعدُ من أطلس القلب ِ

كونشرتو مضيئاً لكورال ِ نقائي ...

  



يا عراقُ ...!

ماهمني ، أن صفصافتي لاتقلني من حرائق ِالأفعى !

قلتُ : أقيمُ من أنفاس ِحبيبتي

جناتٍ

تجري من تحتها الأحلام ُ ...



ماهمني ، أنني المشرقُ الوحيدُ في غابة ِ الرماد ...!

وأن الشمسَ نسيت أغنياتي مصلوبة ً

على

حنان ِ زنزانتي ...!



ماهمني ، أن الجوع َ أفق ٌ ومرايا ،

وصديق ٌ أبدي ،

وأن الرياحَ التي تطمثُ في رؤوسكم

ليسَ تجري إلا على :

مكر ٍ ،

وزيف ٍ،

وحروب ٍ وطغاة ٍ ...

ماهمني ، الجلادُ يثقبُ بستانَ روحي ...!

أنا الفتى الماجدُ والأمهرُ

أطلقُ من حز القيود ِ

كرنفال َ سنابل ...

  



يا عراق ُ ...!

أنا وأنت فناراتُ ندىً

قلبٌ ينز غربة َ اخضرار ٍ ...

تشعلُ بأحداقي حصانَ القيامة ِ ...!

علمني ...

كيف َ أنحتُ من حنايايَ

قمراً نبياً ،

ناياتٍ لطفلٍ ،

ماتغني لأشجار دمعه ِ ...

سوى التماسيح !

  



يا عراقُ ...!

طفلي الطالعُ

من ياقوتة ِ الأيام ،

من رفيف الرؤيا ،

من سماوات ٍ بلا أجنحة ٍ ،



آه ِ ...!

حينَ يبكي طفلي الذهبي ...

ما للعالم ِ عند َ أحزانهِ أجفانٌ !!



  

العالمُ الموبوء بالقذارة والعهر والجلادين

العالمُ الوحشي برميلُ نذالاتٍ

العالم ُ المفضوحُ عاهرة ٌ في حي شعبي

العالم ُ المدججُ بحنان ِ الذئابِ

العالم ُ الماضغ ُ أفراحنا

العالم ُ الذي يرفضُ زهرتنا البرية

العالم ُ الذي لم يألف عشبة َ أصواتنا

العالمُ الذي ينهش أحلامنا

العالمُ الذي لامجال للحوار معه إلا بالأحذية وبراكين الغضبِ

العالمُ الذي يبيعنا في سوق النخاسة ِ والعبيد والجنرالاتِ والحروبِ

العالمُ العالم ُ العالم...

سوف نفجرهُ في شهقةِ الأحلام !
  




نحلم ُ ... نحلمُ أن يزهرَ من أوجاعنا

نهرُ الحب ،

وردة ُ الضوء ،

أشرعة ُ المستقبل ،

نحلمُ ... نحلم ُ أن ينهض َ من دموعنا

كوكبُ الإنسان ِ المحب العميق !



نحلمُ ... نحلم ُ

نحن الذين ركبنا قطاراتِ التيهِ

بخطواتٍ سملوا أهدابها

أن نشن حرباً ضد أحلام الطغاة

ضد الحثالاتِ المدججين بالعار !

  

نحنُ الأطفالُ الحكماء ،

نحنُ الشهداءُ الأحياء ،

نكتبُ على سبوراتِ الأفق ِ المفتوح

من هذا المنفى الوحشي ،

من هذا المسلخ ِ للروح ِ ،

وللأحلام ،



من أمواج ِ الوجع ِ المكتوم ِ بليل ِ العالم

يشرقُ مجدُ الأشياء ...

  



أماه ُ ...!

جسدي عبرَ البنفسج

سأذرفُ بلاداً،

وهديلا ً ،

وأشجاراً ،

تنهضُ من سطوعي ...



نايات خلفية.





..حازم الشذر


(1)
كانت امراة
مثل ماءالجنوب
وخبزالظهيرة
حين يسالني الاصدقاء
عن الياسمين
وحين اذوّب اخرقطرة
قهر
على الراحلين
كانت الان
واللحظةالعابرة



وانتهاءالرصيف
امام خطى العابرين
يمرقطارالخريف
على الوجنةالفاترة
واسال
كيف تكون
المحطات عينا
تجمدفيهاالعناق
واسال
هل تسمع الان صوتي
يؤبن اول حرف على ضفةالذاكرة
لها مالنا
وعليها من الان
ماهيأته العصافير في الآخرة
كل مابيننا
نهارمن الصيف مرّت
على بابه غيمة ماطرة
قد تكونين نهرا من الحزن
وما ادعيه انا
صحوة في جنون الكرةالدائرة
كلام
كلام
هو الماء حين يوشوش سرالوضوء
الذي بيننا
ويستأمن الريح عصفورة ساخرة
أ نام النداتحت ابطيك ام
ظل فوق الوسادة
وهل عاد في العمر
عمر لنيل الشهادة
وهل ظل في الليل ليل
لاخر بدر سيطلع
مثل فصل اخير
وجرح قديم بافق الشهادة


(2)
كان الكاف امامالا يفقه غير صلاةالعصر
وكنت اصلي خلف النون صلاة الفجر
يحصل ان انزل عند نزوع الشمس الى المغرب
مني
واشاطر كسرةخبز معدة قاف
واخاف
ان تمتدالرقبة
لبقايا فانوس يأكل لام الليل
وعلى ضلع نهار
يلهوالفارالمسكين ويصحو
من سكرته
اقدر ان افتح باب الدار
لكن لا استوعب اولايستوعب جيبي
مزحة فار


(3)
اني بداتك اذ ختمت بك القصيدة
وجررت اذني كي اواصل سحنة الوطن الجديدة
وقفواعلى مائي وكان البئر قبّرة وحيدة
قيل:اغترف
قلت:اغترفت الى متى وحدي ازاول مهنةالشيطان
في المدن الشهيدة
لوّحت،اذ لاحت هنالك في مداك،رؤاك
تسكب في جرار جدارك المنحوس دمعة(امرهم شورى)،هناك
وقفت احلف بالنخيل على انفضاض بكارة الشمس الوئيدة
على طريقة من يخون ساركب الرمدالذي عاشت على اهوائه
بعض العيون
وعلى طريقة من يخون ساستعير من الفرات المسكنة
وعلى طريقة من يخون ساعلن الان البيان لانتهي
قبل انهزام يسار جدي في حروب الميمنة


(4)
مازلت اركض خلف سرب الراحلين
صفعوا ترابي
فابتكرت مدينة من اخرالطين المجنح في خرابي
وهم يقولون:انتبه
-الباب موصدة
ونافذتي بقايامن حنين
سكين امي قطّعت لحمي
بدعوى انني مجنون هذاالعصر
والعصرالذي-امي تقول- اذلّني
يجتر ما منحت يداي
وحين قلت:
تفرّقت عنّي خطاي
انا اخرالابواب في سرب القطا
اواخرالاموات من زيت وطين
نقطي غريبات على لغة البلابل
هكذا قالوا والقوني على سرر المسامير
التي قرات كتاب الله وازدردت كتابي
هي من يدل الجندللاوراق
والجلاد للجلد المرقع
والمحقق للبياض على جبيني



Monday, February 16, 2009

يطير الحمام يحط الحمام


يطير الحمام يحط الحمام

يطير الحمام
يحطّ الحمام
أعدّي لي الأرض كي أستريح
فإني أحبّك حتى التعب
صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساء ذهب
ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخام
وأشبه نفسي حين أعلّق نفسي على عنقٍ
لا تعانق غير الغمام
وأنت الهواء الذي يتعرّى أمامي كدمع العنب
وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ حين اغترب
وإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام
يطير الحمام
يحطّ الحمام
أنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحده
أنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشارده
وندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه
وحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراه
وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي
وأختار أيّامنا بيديّ كما اختار لي وردة المائده
فنم يا حبيبي ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّ
ونم يا حبيبي لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسده
ونم يا حبيبي عليك ضفائر شعري، عليك السلام
يطير الحمام
يحطّ الحمام
رأيت على البحر إبريل
قلت: نسيت انتباه يديك
نسيت التراتيل فوق جروحي
فكم مرّةً تستطيعين أن تولدي في منامي
وكم مرّةً تستطيعين أن تقتليني لأصرخ
إني أحبّك كي تستريحي
أناديك قبل الكلام أطير بخصرك قبل وصولي إليك
فكم مرّةً تستطيعين أن تضعي في مناقير هذا الحمام
عناوين روحي
وأن تختفي كالمدى في السفوح
لأدرك أنّك بابل، مصر، وشام
يطير الحمام يحطّ الحمام
إلى أين تأخذني يا حبيبي من والديّ
ومن شجري، من سريري الصغير ومن ضجري،
من مراياي من قمري، من خزانة عمري
ومن سهري، من ثيابي ومن خفري
إلى أين تأخذني يا حبيبي
إلى أين تشعل في أذنيّ البراري
تحمّلني موجتين وتكسر ضلعين، تشربني ثم توقدني،
ثم تتركني في طريق الهواء إليك
حرامٌ... حرام
يطير الحمام يحطّ الحمام
- لأني أحبك، خاصرتي نازفه
وأركض من وجعي في ليالٍ يوسّعها الخوف مما أخاف
تعالى كثيرًا، وغيبي قليلاً تعالى قليلاً، وغيبي كثيرًا
تعالى تعالى ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه
أحبّك إذ أشتهيك أحبّك إذ أشتهيك وأحضن هذا الشعاع المطوّق بالنحل والوردة الخاطفه
أحبك يا لعنة العاطفه
أخاف على القلب منك، أخاف على شهوتي أن تصل
أحبّك إذ أشتهيك
أحبك يا جسدًا يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتمل
أحبك إذ أشتهيك أطوّع روحي على هيئة القدمين
- على هيئة الجنّتين أحكّ جروحي بأطراف صمتك.. والعاصفه
أموت، ليجلس فوق يديك الكلام
يطير الحمام يحطّ الحمام
لأني أحبّك (يجرحني الماء) والطرقات إلى البحر تجرحني
والفراشة تجرحني وأذان النهار على ضوء زنديك يجرحني
يا حبيبي، أناديك طيلة نومي، أخاف انتباه الكلام
أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيّ تبكي
لأني أحبّك يجرحني الظلّ تحت المصابيح، يجرحني طائرٌ في السماء البعيدة،
عطر البنفسج يجرحني أوّل البحر يجرحني آخر البحر يجرحني
ليتني لا أحبّك
يا ليتني لا أحبّ ليشفى الرخام
يطير الحمام يحطّ الحمام
- أراك، فأنجو من الموت.
جسمك مرفأ
بعشر زنابق بيضاء، عشر أنامل تمضي السماء
إلى أزرقٍ ضاع منها
وأمسك هذا البهاء الرخاميّ، أمسك رائحةً للحليب المخبّأ
في خوختين على مرمر
ثم أعبد من يمنح البرّ والبحر ملجأ على ضفّة الملح والعسل الأوّلين
سأشرب خرّوب ليلك ثم أنام على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق فيصدأ
أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ
فكيف تشرّدني الأرض في الأرض
كيف ينام المنام
يطير الحمام يحطّ الحمام
حبيبي، أخاف سكوت يديك فحكّ دمي كي تنام الفرس
حبيبي، تطير إناث الطيور إليك فخذني أنا زوجةً أو نفس
حبيبي، سأبقي ليكبر فستق صدري لديك ويجتثّني من خطاك الحرس
حبيبي، سأبكي عليك عليك عليك لأنك سطح سمائي وجسمي أرضك في الأرض
جسمي مقام
يطير الحمام يحطّ الحمام
رأيت على الجسر أندلس الحبّ والحاسّة السادسه
على وردة يابسه أعاد لها قلبها وقال: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّها
ونام القمر على خاتم ينكسر وطار الحمام
رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسّة السادسه
على دمعةٍ يائسه أعادت له قلبه وقالت
يكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّه ونام القمر على خاتم ينكسر
وطار الحمام
وحطّ على الجسر والعاشقين الظلام
يطير الحمام يطير الحمام